المجلة | آيـــة |{وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}
قصة العجب من أن يكون الرسول بشراً قصة قديمة، مكرورة معادة، قالها كل قوم وتعللوا بها منذ بدء الرسالات. وتكرر إرسال الرسل من البشر؛ وظل البشر مع هذا يكررون الاعتراض. مع أن أقرب شيء إلى الحكمة والمنطق أن يكون المنذر منهم، بشراً يدرك كيف يفكر البشر وكيف يشعرون. بشراً يعيش بين البشر - وهو منهم - فتكون حياته قدوة لهم؛ وتكون لهم فيه أسوة. ولكن أقرب شيئ إلى الحكمة هو الذي كان دائماً موضع العجب، ومحط الاستنكار، وموضوع التكذيب، ذلك أنهم كانوا لا يدركون حكمة هذا الاختيار؛ كما كانوا يخطئون تصور طبيعة الرسالة. {وقال الكافرون هذا ساحر كذاب}. قالوا كذلك استبعاداً لأن يكون الله قد أوحى إلى رجل منهم. وقالوه كذلك تنفيراً للعامة من محمد وتهويشاً على الحق الواضح في حديثه، والصدق المعروف عن شخصه. والحق الذي لا مرية فيه أن كبراء قريش لم يصدقوا أنفسهم لحظة وهم يقولون عن محمد بن عبد الله الذي يعرفونه حق المعرفة إنه ساحر وإنه كذاب! إنما كان هذا سلاحاً من أسلحة التهويش والتضليل وحرب الخداع التي يتقنها الكبراء؛ ويتخذونها لحماية أنفسهم ومراكزهم من خطر الحق الذي يتمثل في هذه العقيدة؛ ويزلزل القيم الزائفة والأوضاع الباطلة التي يستندون إليها!

المزيد